بعد عام لم يشهد أمطاراً وثلوجاً كافية كانت دون المعدل العام ما رفع التكهنات بخصوص الجفاف وندرة المياه الجوفية وما تسببه من نقص في مياه الشرب وتضرر الزراعة وغيرها،أغدقت السماء خيراتها هذه السنة خلال فصل الشتاء فإرتفع منسوب المياه وفاض على معدلاته السنوية وإستبشر الناس خيراً،غير أن النعمة تحولت إلى نقمة لدى العديد من المزارعين في بعلبك الهرمل بعد تدني درجات الحرارة الأسبوع الماضي عقب الأمطار التي تساقطت وتشكل الجليد صباحاً وما شهدته المنطقة أمس من تساقط لحبات البرد في بعض المناطق.

لم يأتي حساب الحقل مطابقاً لحساب البيدر عند الكثير ممن يعتمدون على مواسمهم الزراعية كمورد رزق وحيد ينتظرونه من عام إلى عام،فإما يكون الإنتاج وفيراً ويسلم من تقلبات الطقس،وإما تقضي لفحات الصقيع على "الحيلة والفتيلة" من الموسم المنتظر فيتكبد المزارعون الخسائر ويدفعون من جيوبهم أثمان الأدوية الزراعية والسماد في ظل غياب الجهات المعنية والوزارات عن التعويض لهم.

 

هذا العام تكبد المزارعون خسائر ليست بقليلة جراء لفحات الصقيع التي أصابت "زهر" الأشجار وخصوصاً اللوزيات منها كالمشمش واللوز والدراق والخوخ والتي تتفتح باكراً إضافة إلى بعض الخيم البلاستيكية التي أتلف محتواها كالخس والخيار والبازلاء نتيجة تدني درجات الحرارة وإحتراق الزهر،موجة صقيع واحدة كفيلة بالقضاء على الموسم الزراعي وفق ما قال المزارع أحمد الحج حسن لموقع لبنان الجديد،مضيفاً أن موجة الدف التي شهدتها المنطقة جعلت المزارعين يبدأون بعملية الزرع غير أن تقلبات الطقس وموجات الدفء والبرد المفاجئة سجلت أضرار جسيمة في المواسم بعد ان كانت الأشجار بدأت بالتفتح إضافة إلى الخيم البلاستيكية الموسمية،الحج حسن أشار أن أضرار الموسم الزراعي العام الماضي كانت أقوى بكثير ولكن هذا العام أيضاً شهد خسائر ينتظر من الدولة اللبنانية أن تعوض علينا حتى نستطيع أن نستمر في هذا القطاع ونفي الديون التي إستلفناها للموسم.

تضم محافظة بعلبك الهرمل إحدى أكبر المساحات الزراعية في لبنان،وهي كفيلة بأن تغطي إحتياجات السوق اللبنانية من مختلف الإنتاج الزراعي كالخضار والفاكهة إذا ما تلقت الدعم الكافي من الدولة الغائبة عن هذا القطاع بعد ان كان أساسياً في الإقتصاد اللبناني،أما الوزراء الذين تعاقبوا على كرسي الوزارة وحتى أبناء المنطقة منهم فلم يعملوا على إيجاد حلول تنقظ الزراعة والمزارعين من التدهور المتلاحق،وحتى الزراعات البديلة التي جربت في المنطقة فشلت قبل أن تعمم،وكأنه يدفع بالمواطن البقاعي ويقال له ليس لك إلا زراعة الحشيشة فهي الأكثر ربحاً ولا تحتاج دعم الدولة بل العكس ونحن معك.