في ظل تصاعد الحرب داخل اليمن ودور ايران في إذكائها لأهداف استراتيجية تتعلق بتعزيز نفوذها وهيمنتها على المنطقة وتحديداً منطقة الخليج العربي، كشف قيادي في تيار رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر أن النظامين الإيراني والسوري يجريان اتصالات مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح منذ أشهر.

 

وأكد المصدر لصحيفة “السياسة” الكويتية، أن لقاءات بين مسؤولين إيرانيين وسوريين وممثلين عن صالح تمت في العراق وعبر العراق وكان لها هدفان استراتيجيان: الأول يتعلق ببلورة تحالف حقيقي على الأرض بين صالح والحوثيين في اليمن ونجحت الجهود في ذلك على أن يتطور لاحقاً إلى تحالف سياسي بعيد المدى بدعم إيراني. والثاني يتمثل بتحرك الطرفين, صالح والحوثي, لتهديد أمن دول الخليج العربي والسعودية بصورة خاصة.

 

وبحسب “القيادي الصدري”، فإن المخطط الإيراني ضد الخليج العربي خطير ومرعب وسيعتمد على جر الخليجيين إلى التورط العسكري البري في الحرب اليمنية الأهلية، مع تشجيع القوى الإرهابية مثل تنظيمي “القاعدة” و”داعش” على شن الحروب عبر الحدود ضد دول الخليج.

 

ووفق معلومات “القيادي الصدري” فإن السيناريو الإيراني في اليمن يشمل ثلاث مراحل:

1- إثارة حرب طائفية بين “القاعدة” و”داعش” وبين الحوثيين، الأمر الذي سيؤدي إلى سيطرة التنظيمين على معظم المناطق اليمنية السنية على حساب القوى السياسية الشرعية التي ترتبط بالرئيس عبد ربه منصور هادي, بمعنى استنساخ السيناريوهين العراقي والسوري.

 

2- تسهيل الدخل العسكري الإيراني بذريعة محاربة “داعش” و”القاعدة”، وهو ما سيؤدي إلى إرسال ميليشيات عراقية ومن “حزب الله” اللبناني للقتال في اليمن، في استنساخ لسيناريو قوات “الحشد” الشيعية في العراق.

 

3- تتركز المرحلة الأخيرة على تهديد أمن الخليج العربي بشكل مباشرة من خلال تنامي قوة التنظيمات الإرهابية على أن يجري دعم تحركها لتهديد السعودية عبر الحدود، كما أن نشر قوات من “الحشد” الشيعية بإشراف إيراني على الحدود اليمنية – السعودية هو تهديد إضافي للخليجيين سيستثمر في مرحلة رابعة مدعوماً بنشر بعض هذه القوات الشيعية الإيرانية على الحدود العراقية- السعودية.

 

وأكد القيادي العراقي أن ما يجري هو تعميم للسيناريو السوري, بمعنى تقوية القوى الإرهابية المتطرفة في المناطق اليمنية السنية لتشن حروبها ضد السنة أولاً كما حصل في قتال “داعش” ضد الفصائل السورية المعارضة المعتدلة وسيطرة التنظيم على المناطق السنية في شمال العراق وغربه.

 

كما يهدف السيناريو الإيراني إلى عرقلة إقامة تحالف استراتيجي خليجي–  مصري وتحييد الموقف المصري عن الأزمة في اليمن, فيما يسير التقارب العراقي– الأردني باتجاه أن تلعب الحكومة العراقية عبر التجارة والنفط دوراً في إقناع القيادة الأردنية بإبعاد نفسها عن الأحداث اليمنية, وذلك بهدف عزل دول الخليج عن عمقها وشركائها العرب.

 

واعتبر القيادي العراقي أن السيناريو الأيراني أخطر بكثير مما تقوم به اسرائيل, لأن الأخيرة تشن حروبها عبر الحدود وربما توقفت هذه الحروب في الوقت الراهن أما إيران فتشن حروبها في قلب العالم العربي وتريد تمزيقه من الداخل بحروب أهلية وتسعى الى ضرب مجموعات عربية بمحموعات عربية أخرى, متهماً النظام الإيراني بأنه يقود حملة غزو منظمة ضد العرب لإعادة أمجاد بلاد فارس قبل قرابة 1400 عام.

 

وخلص إلى أن نظام ولاية الفقيه بزعامة علي خامنئي يواصل استغلاله شيعة المنطقة لضرب استقرار وأمن ووحدة العالم العربي, “وهو عمل يجعلنا نتيقن بأن السيناريو الإيراني يلتقي في أعلى سقوفه مع مصالح اسرائيل في الشرق الأوسط, لأن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين أصبح في أقوى حالاته بفضل السيناريو الأيراني الذي ينتقل ويتمدد بين لبنان والعراق وسوريا واليمن”.