عرضت روسيا لإيران، منظومة الدفاع الصاروخية المتطورة أنتي 2500 بدل إس 300 التي امتنعت عن تقديمها في العام 2010 بقرار من الرئيس ديمتري ميدفيدف، الذي استند في بيانه إلى القرار الأممي بحظر بيع الأسلحة لإيران. وبعد صدور ذاك القرار الذي عمّق عدم الثقة بالروس عند الإيرانيين عموماً، رفعت إيران دعوى ضد روسيا إلى محكمة لاهاي التي أصدر حكما ضد روسيا بدفع غرامة قدرها 4 ميليارات دولاراً ولكن إيران لم تستعجل في المطالبة بدفع تلك الغرامة، حتى جاءت الأزمة الأوكرانية التي غيرت العلاقة بين الروس والأميركان، ودفعت بالروس إلى إعادة النظر في العلاقة مع جارتها الجنوبية، فضلاً عن أن الغرامة المالية موضوع مهم يجب معالجته، حيث أن دفع أربعة ميليارات دولار، لصفقة لم تكن تتجاوز قيمته 800 ميليون دولاراً، ليس بهين، في ظل التدهور الاقتصادي الروسي الناتج من هبوط أسعار النفط. فلم يعد عند الروس حيلة للتملص من دفع هذه الغرامة، إلا تقديم عرض جديد من المؤكد أن يعجب إيران، وهو عبارة عن تعويض المنظومة الدفاع الصاروخية إس 300 بمنظومة جديدة وأكثر تطوراً وهي منظومة الدفاع الصاروخية أنتي 2500، التي باعت نماذجاً منها للصين وفيتنام في الماضي القريب. وقال الروس إنهم ينتظرون ردّ إيران على هذا الاقتراح، الذي يستلزم إلغاء القرار الرئاسي الصادر من مدفيديف تحت ضغط نتانياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني، كما يستلزم أيضاً انصراف إيران عن الغرامة 4 ميليارات دولاراً. إنجاز هذا الاقتراح من شأنه تغيير رؤية الإيرانيين للروس بعض الشيئ، كما إزعاج الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، وانتصار للجمهورية الإسلامية، التي تقطف ثمار التوتر بين الروس والغرب، وهي مقبلة على إنجاز أهم اتفاقية خلال عقود.