يقف كثيرون باستغراب وتعجب وربما باستنكار وإدانة أمام تطبيق بعض الأحكام الاسلامية التي تلجأ إليه المنظمات الإرهابية التكفيرية, داعش وأخواتها ,و كثرت التأويلات والاعتراضات على تطبيق هذه الأحكام المنسوبة في كثير منها إلى الشريعة الإسلامية وفات كثيرون أن هناك بلدانا إسلامية كبيرة تعمل على تطبيق هذه الأحكام حسب قوانينها ودستورها المطابق لتعاليم وأحكام الاسلام ,ومن بين هذه الدول الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية حيث تقوم هده الدول الى اليوم بتطبيق هده الأحكام وخصوصا أحكام الرجم والجلد وقطع الأيدي وذلك إنطلاقا من الأحكام الاسلامية المنصوص عليها في القرآن والسنة النبوية الشريفة .

إن قيام هذه الدول بتطبيق هذه الأحكام يمر اليوم مرور الكرام فيما يستنكر كثيرون تطبيق هذه الاحكام من قبل المنظمات الارهابية الأخرى ويعتبرون تطبيقها عملا إرهابيا مخالفا لتعاليم الإسلام ,فيما ورد التأكيد على تطبيق هذه الاحكام في اكثر من موقع ومكان في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة , وكان اللافت اكثر البيان الذي صدر عن الازهر الشريف مند اسابيع تعليقا على قيام تنظيم داعش بتطبيق حكم الحرق على الطيار الاردني حيث كان البيان شبيها الى حد كبير بما تقوم به المنظمات الارهابية نفسها علما أنه يتطابق مع الاحكام الصادرة في السنة النبوية الشريفة .

ومما ورد في القرآن الكريم حول دلك قوله تعالى ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللّهِ﴾ [المائدة: 38], وقوله عز وجل ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾ [النور: 2],وقوله سبحانه : ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً﴾ [النور: 4] وكذلك فإن السنة النبوية الشريفة غنية هي أيضا بمثل هذه الأحكام وقد أكد ذلك علماء كثيرون من كل الطوائف الاسلامية وقد حكت كتب السيرة والأخبار أن عقوبة الرجم نفذت على عهد رسول الله (ص) في حالات عديدة وجرى عليها فيما بعد جميع الخلفاء الراشدين وقد جاء أيضا في الحديث المتفق عليه قول الرسول (ص) (إنَّ الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته).

ومن هنا فإن لأي سائل أن يسأل : كيف نقبل تطبيق الأحكام في مكان ونستنكرها في مكان آخر ؟ وكيف يمكن لأي مسلم أن يعترض على تنفيد حكم وارد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ؟ كيف تجيز الدول الاسلامية لنفسها تطبيق الأحكام على أراضيها وترفض ذلك وتستنكره في مكان آخر ؟ والأسئلة هنا كثيرة .

والملفت في ذلك اليوم أن بعض الاسلاميين من الإعلاميين والسياسيين يحاولون القفز فوق المشكلة وتبرئة بعض الدول من تطبيق هذه الاحكام فيما يأخدون على جهات أخرى تطبيها والمضي بها مع العلم أن الدول تعترف هي بنفسها وحسب قوانينها بتنفيذ هذه الاحكام تطبيقا للشريعة الاسلامية , ولذلك فإن المشكلة لم تعد في تنفيد هذه الأحكام من أي دولة أو جهة أتى وإنما المشكلة الاساسية الكبرى تكمن في النص الديني الذي بات التدقيق فيه حاجة إسلامية كبرى وأولوية اساسية ملقات على كاهل علماء الدين ومراجع الأمة من كل الطوائف وقد لفت أكثر ما دار في برنامج " نهاركم سعيد " بين الاعلامية ديما صادق والاعلامي حبيب فياض الذي أراد أن يتهرب مما عرض عليه من لائحة طويلة تتحدث عن تنفيذ هذه الاحكام في الجمهورية الاسلامية الايرانية علما أن تنفيذ هذه الاحكام مطابق للشريعة الاسلامية ولدستور الجمهورية الاسلامية نفسها إن محاولة القفز فوق هذه المشكلة ونفي حصولها لا يقدم اي حلول وإنما حري بالاعلاميين والمعنيين بتظهير المشكلة التي باتت تكمن بالنص الديني كما أشرنا وهذا ما ينبغي التوقف عنده والاشارة إليه ..