يتوجه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الى واشنطن للحصول على دعمها لخطته «تجميد» القتال في حلب في وقت طالب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بقرار دولي مُلزم لفرض الحل السياسي بعد اعلان دي ميستورا ان النظام وافق على وقف قصف حلب لمدة ستة اسابيع، في وقت صدت المعارضة المسلحة هجوم القوات الحكومية والميلشيا على ريف حلب قرب حدود تركيا. (للمزيد) وأوضحت مصادر لـ «الحياة» ان المبعوث الدولي سيتوجه من نيويورك الى واشنطن للقاء مسؤولين اميركيين بعد محادثاته في الأمم المتحدة وإعلانه مساء اول من امس ان «الحكومة السورية ابلغتني انها مستعدة لوقف كل عمليات القصف الجوي والمدفعي لمدة ستة اسابيع في كل انحاء مدينة حلب». وأضاف ان تعليق هذه الغارات والقصف سيبدأ «اعتباراً من تاريخ يتم الإعلان عنه في دمشق» التي سيتوجه اليها دي ميستورا مجدداً «في اسرع وقت ممكن».

كما سيزور حلب، عاصمة الشمال السوري وثاني كبرى مدن البلاد، من اجل التباحث في تفاصيل هذه الهدنة الموقتة. غير ان مسؤولين أميركيين شككوا بفرص نجاح الخطة على رغم انفتاحهم عليها.

وتأتي زيارة دي ميستورا مع إعلان الإدارة الأميركية عن بدء تدريب «قوة جديدة في سورية» مطلع الشهر المقبل بالاتفاق مع شركاء إقليميين ابرزهم تركيا. وتشمل الدفعة الأولى ثلاثة آلاف مقاتل سينتهي تجهيزهم وتدريبهم خلال ثماني أسابيع من اول آذار (مارس) كحد أقصى وإرسالهم الى سورية بعدها في مهمة تنحصر بمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بغطاء جوي من التحالف.

وكان دي مستورا استمع في المجلس الى أسئلة من سفراء الدول الأعضاء في المجلس خلال المشاورات المغلقة، بينها من سفير دولة غربية دائمة العضوية عن «موقف المعارضة المعتدلة من تحركه في شأن التجميد في حلب». وقال ديبلوماسي شارك في الجلسة إن السفير الغربي شدد لدي مستورا على «أهمية أن يتحدث الى المعارضة الحقيقية في سورية، وليس فقط المعارضة المدعومة من النظام وموسكو».

وطالب الناطق باسم «الائتلاف» سالم مسلط المجلس بإصدار قرار تحت الفصل السابع يشكل إلزاماً حقيقياً للنظام ويفرض حلاً عادلاً يشمل خطوات فورية تضمن حماية المدنيين في سورية». وأشار الى انه تزامناً مع اعلان دي ميستورا «شنت قوات النظام مدعومة بالحرس الثوري الإيراني وعناصر «حزب الله» حملة شرسة على مناطق في ريف مدينة حلب الشمالي بالتوازي مع شن «حزب الله» مدعومة بالحرس الثوري حملة عسكرية على محافظة درعا (جنوب) ما يقدم المعنى الحقيقي لموافقة (النظام على وقف القصف) وتظهر بشكل لا لبس فيه أن نظام الأسد لا يمكن أن يُقدم كشريك في أي حل سياسي».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال ان مقاتلي الكتائب المعارضة استعادوا «السيطرة على بلدة رتيان وقرية دوير الزيتون في ريف حلب الشمالي عقب سيطرة قوات النظام مدعمة بالميلشيا عليها صباح اول امس، لافتاً الى مقتل اكثر من 150 مقاتلاً بينهم 70 من عناصر النظام وأنصاره. وفي جنوب غربي العاصمة، قال «المرصد» ان «جبهة النصرة وفصائل مقاتلة وإسلامية اعلنت بدء معركة «توحيد الراية» لاستعادة السيطرة على مناطق وفتح الطريق لريف دمشق الغربي» بين العاصمة ودرعا قرب حدود الأردن. الى ذلك، قال «المرصد» إن «وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بلواء ثوار الرقة ولواء جبهة الأكراد وكتائب شمس الشمال، تمكنت من استعادة السيطرة على ما لا يقل عن 215 قرية في ريف مدينة عين العرب (كوباني)» من اصل اكثر من 300 قرية.