لهذه اﻷرض أعلنت الوفاء

تحنيت بسمرة ترابها

وتوسدت صخرها

وطن أمومة!

في حقولها

شردت غزالا"

يقدر نعمة الحلم

وأعطيتها حق امتلاكي

دون قيد أو شرط.

ﻷن الجنوب

مهد طفولتي

تذكرت شغب أحلامي

فوق جدران مساءاته

ألعابنا الصبيانية

إخوتي وأنا

كأن نلعب لعبة " الغميضة"

مع الموت

فلا يجدنا!

تذكرت أسلحتنا الخشبية

عرائسنا الملونة

بأخضر التبغ والزيتون

وأغصان براءتنا

العصية على رياح الحرب!

أبناء الحرب كنا

وما زلنا على درب الجراح

نرتل وجه اﻹباء

نعتقه في خوابي الكبرياء

كراية ما لها سوى

هذي السماء حضنا" وموطنا.

ﻷنني جنوبية

يشتاقني أرز الوطن

وتحن لي كروم زيتونه

جباه سنديانه

ويغريني فيه شموخ القمم .

ﻷنه الجنوب

عناق المآذن والصليب

شهوة الفرح النابتة

في جوف اﻷسى

تنهيدة الضوء

حين يصير الوقت حياة

وأنفاس الكرامة

حين يدق الموت أبواب القرى!

كما يعبر مقاوم

إلى الضفة اﻷخرى

مجتازا" مياه القلق

هكذا تعبر الذكريات لحاضري

مقاومة" موجة النسيان !

هنا على صفحة الليطاني

تركت حروفا" حبرها خير

لتلك الطفلة التي ما زالت بي

كما غصة الحنين بنبض أيامي .