بينما أدى الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، واجب العزاء على موت الملك عبد الله، بإرسال رسالة التعزية إلى الملك سلمان، وسافر وزير خارجيته محمد جواد ظريف، مسرعاً وقبل الكثيرين من نظرائه العرب، إلى السعودية، معزياً، ولكن أمين عام مجلس صيانة الدستور الإيراني، الشيخ أحمد جنتي، خلال خطبته لصلاة الجمعة في طهران، فاجأ الرأي العام والسياسيين، بتهنئته المؤمنين، بموت الملك عبد الله الذي عبر عنه بالقارون السعودي.

وأضاف جنتي بأن الملك السعودي عبد الله، كان عدواً للشيعة وأطلق الحركات التكفيرية ودعم تلك الحركات وأنه الآن سيعاقب على أعماله، ويجب أن نعزي الولايات المتحدة وإسرائيل، ومرتزقته في الداخل على موته كما يجب أن نهنئ المؤمنين والمسلمين على ذلك.

يصنف الشيخ أحمد جنتي، على المحافظين المتشددين، ولكنه من موقعه الرسمي كأمين عام مجلس صيانة الدستور الذي هو بمثابة المحكمة الدستورية، أو من موقعه شبه الرسمي كخطيب الجمعة، وكعادته دائماً يطلق كلاماً لايليق بأي رجل، فضلاً عن رجل دين.

وفي نفس الوقت هناك المرجع الديني الشيخ جوادي آملي، أعرب عن استيائه من مظاهر الفرح التي أبداها، بعض المتطرفين، محذراً من الإساءة للآخرين، رغم الخلاف معهم.

وللمناسبة يكفي لمعرفة مستوى تفهم الشيخ أمين عام مجلس صيانة الدستور، واستعجاله في الإدلاء بالمواقف غير الناضجة، أن نعرف بأنه هو سبق له قبل عقدين من الزمن و اعتبر مرجعية السيد السيستاني طبخة إنكليزية من نفس المنبر ولكنه اضطر للاعتذار على موقفه السخيف بعد أن واجه اعتراضات كثيرة، ولم يكن يقصد فيما يبدو من موقفه إلا إقصاء السيستاني من موقع المرجعية لصالح آخرين.

وللشيخ جنتي مواقف وتصريحات كثيرة تثير استغراباً ودهشة، منها تصريحه بأن مير حسين موسوي ومهدي كروبي، يستحقان عقوبة الإعدام.

وبسبب كثرة مواقفه المستعجلة لا يستحق الشيخ جنتي، وهو اجتاز العقد التاسع من عمره، أي رد يفيد ينفي مزاعمه الكاذبة حيث اعتبر الملك السعودي الراحل، عدواً للشيعة، لأنه يكفي أن نعرف بعمق العلاقة الودية بينه وبين الإمام الشيعي المغيب السيد موسى الصدر كنموذج، بل الكلام، هو التذكير بكلام الإمام علي الذي يقول: لا تحب لغيرك ما لا تحب لنفسك، فهل يحب الشيخ جنتي، أن يتعامل الآخرون مع موت القياديين في إيران بنفس المنهج والأدبيات؟