بعد فشل قوات الأسد لمرات عديدة اقتحام مدن وبلدات الغوطة الشرقية وعدم تمكنها من توقيع هدن واتفاقيات، لجأ نظام الأسد إلى اتباع سياسة جديدة تقوم على إغراء المدنيين بالخروح عبر معبر مخيم الوافدين إلى مركز إيواء في ضاحية قدسيا، لإرسال صورة أن النظام يحاول حماية المدنيين وأن كتائب الثوار كانت تستخدمهم كدروع بشرية، وذلك عبر إجبار كل شخص يريد مغادرة الغوطة توقيع على عدد من الأوراق تثبت هذا الكلام.

استخدام المدنيين كورقة ضغط ضد الثوار
أشار (حمزة الحكيم) الناطق باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق: "إن النظام يحاول منذ مدة إبرام هدن واتفاقيات مع مدن وبلدات الغوطة الشرقية وخاصة مدينة دوما التي يتواجد بها أكبر عدد من المدنيين، ومع رفض جميع الفصائل العسكرية وعلى رأسها (جيش الإسلام) الموافقة على عقد هدنة مع نظام الأسد الذي قتل عشرات آلاف المدنيين، لجأ النظام إلى إرسال رسالة لجميع المدنيين والثوار عبر مجموعة من الوسطاء مضمونها إنها سوف يسمح لهم بمغادرة الغوطة عبر معبر مخيم الوافدين القريب من دوما، وذلك بإرسالهم إلى مركز إيواء في ضاحية قدسيا، ونتيجة الحصار المفروض عليهم وعدم توفر الغذاء والدواء فضل قسم من الأهالي المغادرة رغم المخاطر الناتجة عن هذا الأمر".

وتابع حمزة الحكيم: "قسم من المدنيين والثوار الذين خرجوا من الغوطة قام النظام باعتقالهم، أما القسم الآخر سمح لهم بالخروج وأرسلهم إلى مركز إيواء وذلك ضمن حملة إعلامية وتغطية من جميع وسائل إعلام النظام لهذا الأمر، فالفصائل العسكرية المتواجدة في دوما تحاول إقناع المدنيين بعدم الخروج حتى لا يستخدمهم النظام كورقة ضغط ضد المحاصرين والزج بهم في معارك ضد أخوانهم دون أن يفرض عليهم قرارا بمنعهم من الخروج، فهناك أشخاص يتخوفون من فكرة الخروج وإلقاء القبض عليهم، أما القسم الاخر فضل المغامرة والخروج خوفا من الموت جوعا".

محاولة زج الثوار في جيش الوفاء
وتحدث لأورينت نت أحد الأشخاص الذي خرج من الغوطة إلى ضاحية قدسيا رافضا الكشف عن اسمه: "إنه بعد اتفاقيات مع نظام الأسد على تأمين خروجنا من الغوطة إلى ضاحية قدسيا عبر أحد الوسطاء، قام النظام بتوقيعنا على مجموعة من الأوراق تحتوي على معلومات باعترافنا أن الثوار كانوا يحتجزوننا في دوما كدروع بشرية، وعند توقيعنا على هذه الأوراق تم نقلنا بباص إلى ضاحية قدسيا في أحد مراكز الإيواء، وهناك قام عناصر من قوات الأسد بوضع النساء والأطفال في مكان، والشباب تحت 50 عاما في مكان آخر".

وتابع: "بدأ أشخاص تابعين للنظام بالتحدث إلينا وإقناعنا أن الثوار كانوا يستغلولنا لمصالحهم الشخصية وأن بشار الأسد يهتم لحياة كل شخص يتواجد في الغوطة وهو لا يريد إلا حماية المدنيين من الثوار، حيث كانت تستمر هذه الدروس لساعات عديدة في محاولة منهم لغسل إدمغتنا، وإقناع الثوار الذين خرجوا من الغوطة بالانضمام إلى جيش الوفاء المكون من أهالي الغوطة الشرقية وذلك بإغرائهم بالأموال والنفوذ وغيرها من الأمور".

وأضاف: "هناك بعض الشباب المطلوبين للخدمة الإلزامية أقنعهم النظام أن أمورهم بخير ولن يسحبهم للخدمة في الجيش وذلك عبر إعطائهم ورقة رسمية تعفيهم من الخدمة وتأمن تحركاتهم على الحواجز في دمشق، ولكن تبين فيما بعد أن هذه الورقة الرسمية مؤقتة لمدة 3 أشهر فقط وهناك بعض الشباب الذين خرجوا من الغوطة تم سحبهم للجيش وزجهم على الجبهات".

وتشهد الغوطة حاليا خروج عشرات الأشخاص يوميا عبر مخيم الوافدين، وهذا ما يبرر ارتفاع وتيرة القصف على المدن والبلدات ومنع إدخال أي من المواد الغذائية لإجبار أكبر عدد من المدنيين بالرضوخ والخروج من الغوطة تحت الشروط التي يمليها عليهم.     المصدر: أورينت نت