ساعات طويلة  من الخوف عاشها اللبنانيون عامة والجنوبيون خاصة  يوم امس مع انطلاق عملية المقاومة الاسلامية ضد العدو الاسرائيلي في مزارع شبعا ومع اجواء الفرح والتأييد التي تركتها هذه العملية في صفوف المواطنين إلا أنها كانت مشوبة بالخوف والترقب لما يمكن ان تحدثه هذه العملية من رد إسرائيلي على لبنان , واستحضر كثيرون الاجواء التي سادت بعد عملية الاسيرين في تموز عام 2006 وما تبع ذلك من حرب إسرائيلية شاملة ومدمرة تعرض لها لبنان كانت من أقسى الحروب التي تقوم بها إسرائيل ضد لبنان  .
مشاهدات عديدة رافقت عملية الامس وسجلت هذه المشاهدات خوفا ملحوظا لدى عدد كبير من المواطنين في الجنوب, خوفا من تطور الامور وخروجها عن السياق الطبيعي للمواجهة بين حزب الله والعدو الاسرائيلي وأدت هذه المخاوف إلى استعادة مشاهد حرب تموز 2006 التي ادت الى نزوح اكثر من 750 الف لبناني من قراهم من الجنوب والبقاع والضاحية وكان لسان حال الكثيرين  " وين بدنا نروح " .
بعد إذاعة خبر العملية ومع الاجواء الإعلامية التي رافقتها سجلت العديد من الحالات التي تعبر عن الخوف من تطور الاحداث وخروجها عن السيطرة خصوصا في منطقتي الجنوب والضاحية وسجلت على هذا الصعيد عدة مشاهدات تختصر حال العديد من المواطنين  .
في الضاحية ترك عدد من المواطنين الموظفين أعمالهم وتوجهوا الى منازلهم للبقاء الى جانب عائلاتهم خوفا من حصول الاسوأ وللإستعداد لأي طاريء , وشوهدت عدد من الامهات يذهبن الى المدارس لاستعادة اولادهن  قبل تطور الاوضاع وسمع أحد الأشخاص يقول لزوجته في حارة حريك " حضري الشنطة " وأرسل عدد من المدارس في الضاحية رسائل إلى أهالي الطلاب لإبلاغهم بإعادة التلاميذ إلى منازلهم .
وأما في الجنوب لم تكن الحال أفضل فقد سجلت حالات عدة من الخوف والإرتباك خصوصا في المناطق المحاذية للحدود مع العدو وبعض مناطق الداخل واتصل العديد بذويهم في الجنوب لطلب المغادرة الى بيروت والاستعداد للأسواء فيما شوهدت عائلات تعود أدراجها إلى بيروت بعد وصولها إلى الجنوب بوقت قصير .