لايختلف أحد فى مصرالمحروسة قاطبة حول الأهمية القصوى للبرلمان القادم ومدى تأثيره الكبير على دوران عجلة البلاد نحو المستقبل اقول ذلك ومصر تقف على أعتاب أهم استحقاق برلمانى قادم ينتظره الجميع ويمثل الضلع الثالث فى مثلث خريطة الطريق المصرية والتى اعلن عنها المشير عبد الفتاح السيسى عقب ثورة 30 يونيو المجيدة واسقاط نظام جماعة الاخوان المسلمين .
ولعل اهمية ذلك الاستحقاق الثالث انه ياتى ايضا بعد حالة من الجمود انتابت الحياة النيابية بالبلاد منذ اندلاع ثورة 25 يناير المجيدة والتى أسقطت أسوء برلمان شهدته مصر المحروسة عبر تاريخها النيابى التليد واذا تحدثنا عن المعترك الانتخابى الوشيك نحو تشكيل أول مجلس نيابى مصرى عقب اندلاع ثورتين اطاحتا بنظامين افسدا الحياه السياسية فى البلاد فلا بد وان نقف وقفة جاده لمراقبة المشهد الراهن حيث يدور صراع شرس فى تلك الآونة ما بين طرفى الرحا وهما أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المتعطشة لاستعادة زهوة السلطة من جديد والتى سلبها منها ملايين الشعب المصرى لفشلهم الذريع فى ادارة شؤون الدولة وما بين فلول وبقايا الحزب الوطنى المنحل والذى جثم على جسد المصريين لمده ناهزت ثلاثة عقود كاملة حققوا فيها من الغنائم ما تعجز  الأجهزة الرقابية عن  حصره فى مفسدة مفزعة للحياة السياسية والاجتماعية بالبلاد!
وإزاء ما سبق فإن الشعب المصرى مطالب وبقوة بحماية مستقبله السياسى والاجتماعى والاقتصادى فى أن واحد من خلال التوجه للجان الاقتراع بالانتخابات البرلمانية القادمة بمرحلتيها الأولى والثانية والتى أعلنت عنها مؤخرا اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية وذلك على أمل حسن الاختيار والتروى انتهاءا لبرلمان قوى قادر على التشريع ووضع القوانين المحفزة لحياه أفضل قوامها العدالة الاجتماعية الناجزة والتى هى من أهم وأبرز مطالب الثورة المصرية فنحن لا نريد سوى برلمان قوى قادر على دفع عجلة البلاد للإمام خاليا من المنازعات أو المهاترات, برلمان يعى طبيعة المرحلة العصيبة التى تخوضها مصر المحروسة وهنا ياتى الرهان الحقيقى على الأفراد من عموم الشعب المصرى بعيدا عن الأحزاب الكرتونية والتى أثبتت فشلا كبيرا فى احترام الإرادة المصرية ولعل ما يعزز هذا هو  تلك الإخفاقات المتعاقبة لهذه الأحزاب الورقية من أجل  الوصول إلى تحالفات قوية لخوض المعركة الانتخابية القادمة وكثير من المصريين بلا أدنى مبالغة على دراية بذلك ويزيد,ومن ثم فانه يتوجب على الجميع إعلاء  المصلحة العليا للبلاد والقفز على المصالح والأهواء الذاتية لأن مصر تستحق منا الكثير من التضحيات حتى تظل صامدة قوية أبية أمام التحديات الدولية والإقليمية والتى مازالت تحاول النيل من أمن واستقرار الدولة سواء بالمخططات التامرية أو بالإرهاب الأسود اللعين وقى الله مصر شر الفتن وحماها من  أعداء الداخل والخارج  !