في مقابل الارتياح الملحوظ تجاه الانطلاقة الجيدة للحوار، حزب الله والمستقبل لا يخفي الرئيس نبيه بري انزعاجه من الوضع الذي تعيشه الحكومة وكذلك ما يحيط بعمل المجلس النيابي. ويردد أمام زواره أن المجلس لا يعمل بطاقته وأن الحكومة أخذت تتحول الى حكومة مشلولة ومعطلة بسبب الخلافات واستغلال البعض لصبر الرئيس تمام سلام الذي أثبت أنه يملك نفسا طويلا.

وينقل عنه الزوار أن ما حصل أخيرا يمس بالحكومة ويزيد من هشاشة وضعها ومن تعطيل عملها. ويتجنب الرئيس نبيه بري الخوض في أسباب هذا التدهور في الوضع الحكومي، لكنه يؤكد أننا سنبقى نعمل لاستمرار الحكومة وتقوية دورها، لا بل إن هذه الرغبة هي التي تجعلنا أحيانا نتهاون ونتساهل في بعض الأمور المتعلقة بعملها.

وحول الوضع الحكومي، يقول مصدر وزاري إن عدم وجود رئيس للجمهورية خلق خللا في كيفية عمل مؤسسة مجلس الوزراء وطرح على المجلس مشكلة آلية العمل واتخاذ القرارات، سواء كمجلس وزراء أو كوكيل عن رئيس الجمهورية في ممارسة صلاحياته.

ويضيف ان الخطأ هو نتيجة لاستحالة الاتفاق على آلية العمل بالتصويت في مجلس الوزراء بفعل موقف حزب الله والتيار الوطني الحر، فتفاديا لانفراد مجلس الوزراء وتعطيل عمله كان اعتماد نظرية وضع الأمور التي لا يتفق عليها جانبا وحصر عمل مجلس الوزراء في القضايا المتفق عليها، وهذا كان محط اعتراض لأنه سيؤدي عاجلا أو آجلا الى تعطيل عمل مجلس الوزراء، إذ إن اعتماد نظرية التوافق تؤدي حتما إلى منح كل طرف أو وزير حق الفيتو على ما يمكن أن تتفق عليه الأكثرية في مجلس الوزراء، حتى لو كان القرار يحوز أكثرية الثلثين. 
وكان الرئيس تمام سلام شكا منذ مدة من آلية العمل داخل مجلس الوزراء ومن التفرد من قبل الوزراء والاعتراضات التي تعرقل اتخاذ القرارات، وهو يتبرم من الجمود في عمل الحكومة وتحولها الى جسم بـ 24 فيتو. وكان ملف النفايات السبب في طفح الكيل عند رئيس الحكومة الذي هدد في الجلسة ما قبل الأخيرة بإعادة النظر في آلية القرارات ما لم يتم التوافق على هذا الملف.