رصدت الأقمار الصناعية الاميركية حركة غير "مطمئنة" للمجموعات المتطرّفة في جرود القلمون، وجاءت المعلومات الميدانية لتؤكد لها أنّ العمل جارٍ لتنفيذ ضربة كبيرة خلال الاعياد. ووفق مبدأ التعاون الامني، أبلغت السلطات اللبنانية ما لديها من معلومات.


ووفق المعلومات التي أوردها الصحافي جوني منير في مقال في صحيفة "الجمهورية" فإنّ "داعش" التي لم تُسقط من مخططاتها إمكان التمدّد للوصول الى الشاطئ اللبناني على رغم الضربة القاسية التي نفّذها الجيش بنجاح في طرابلس والضنية وعكار، فإنّها تتحضّر لهجوم مباغت وكبير في المنطقة الجردية لعرسال.

لكنّ الأخطر، ما أشير اليه عن ضرورة تزامن هذا الهجوم مع تنفيذ تفجير في الداخل اللبناني يهدف الى تشتيت انتباه القوى الامنية قبل أن تنطلق مجموعة لمهاجمة سجن رومية وإطلاق الموقوفين.


ووفق هذه المعلومات، من المفترض أن تشهد فترة الاعياد خصوصاً ليلة رأس السنة، تراخياً أمنياً بسبب الإجازات، ما يجعل الظروف مثالية لتنفيذ الضربة، فيما سيُضاعف وجود الناس على الطرق من البلبلة وسيُقيّد حركة الأجهزة الأمنية.

وعدا سيطرة "داعش" على جبال القلمون على حساب "النصرة"، فإنّ مؤشرات عدّة تصبّ في هذا الاطار:

- تعيينات جديدة بطلب من قيادة "داعش" بحيث حلّت كوادر قتالية مكان الكوادر الحالية.

- تحريك ملف العسكريين المخطوفين من خلال اعتراف "داعش" للمرة الاولى بوسيط في هذا الملف منذ بدء هذه الازمة، وهو ما يعني دفع الدولة اللبنانية إلى الاعتقاد أنّ المرحلة هي مرحلة تفاوض لا أعمال عسكرية.

- الاستعلام عن جميع أهالي العسكريين وتركيبة تحرّكهم، ما يوحي بوجود نيّة لدفعهم إلى خطوة معيّنة تخدم مخططهم.


وتؤكد مصادر مطلعة أنّ السلطات اللبنانية المختصة باشرت وضع الخطط لإجهاض هذا المخطط، وهي لذلك قد تحتجز العناصر الامنية وتلغي الإجازات، وتوجّه اشارات ميدانية بأنّ المخطّط أصبح مكشوفاً وسيتمّ إجهاضه.

وما ضاعف من جدية المخطط، امتلاك "الحزب" معلومات مشابهة.
وصحيحٌ أنّ الاهداف الميدانية للعملية تنحصر بتوجيه ضربة قاسية للدولة اللبنانية وإطلاق موقوفي رومية، إلّا أنّ الاوساط الديبلوماسية الغربيّة تضع أهدافاً أخرى لها علاقة بتوجيه رسائل سياسية.


ذلك أنّ التفاهم الاميركي - الايراني بدأ يرخي بنتائجه على لبنان. فالحوار السنّي- الشيعي سينطلق قبل رأس السنة، والهجمة الديبلوماسية على لبنان خصوصاً عبر الموفد الفرنسي تهدف لإنجاز تسوية لبنانية تؤدي الى انتخاب رئيس جديد تحت ظلال المناخ المستجد بين واشنطن وطهران.

من هنا رسالة "داعش" ضدّ حلفاء فرنسا في لبنان، (الحريري، جنبلاط، وجعجع)، التي تهدف إلى توجيه رسالة اعتراض مسبقة ضدّ التقارب الاميركي- الايراني وضدّ استثمار ذلك على الساحة اللبنانية.