ليست سهلة التركة التي ورثها رئيس وزراء العراق السيد حيدر العبادي عن سلفه نوري المالكي الذي حول العراق خلال فترة حكمه التي دامت ثمانية سنوات كانت قابلة للتجديد و بدعم ايراني الى دولة من الأشباح حيث اجتاح الفساد كل مفصل من مفاصل الدولة وكل مؤسسة وكل دائرة وخصوصا المؤسسة العسكرية التي تحولت إلى مناجم من ذهب ينهبها المقربين و المحظيين في مكتب المالكي. فالعبادي يدرك جيدا مدى الصعوبة التي تواجهه في توليه مسؤولية منصب رئاسة وزراء العراق. فهو ينتمي إلى نفس الحزب الذي ينتمي إليه المالكي وهو حزب الدعوة.  ولأنه كان نائبا للمالكي فهو يعي صعوبة مهمته في محاربة الفساد الذي دمر العراق و استعادة الدور الريادي للبلد الذي يمتلك مخزون هائل من النفط واكبر ثروة مائية تجعله من أغنى دول المنطقة ولأنه يعرف اي مراكز قوى سيواجهها لتصحيح الأوضاع فإن العبادي لم يتردد خلال لقاء صحافي عقده مؤخرا من الإعلان أمام عدد من الصحافيين عن إقالة عدد من القياديين في وزارتي الداخلية والدفاع عينهم المالكي مؤكدا أن الحملة على الفساد لن تتوقف حتى لو كلفتني حياتي. فالعبادي لم يغب عن باله أنه لا يقاتل سلفه المالكي الذي أفسد العراق بل يقاتل إرث هائل على شكل مؤسسة من الفاسدين الذين يمسكون مفاصل و يقبضون على عنقها ويمتصون دمها. والحديث عن الفضائيين وما قيل ويقال عن خمسين ألف شبح مسجلين في سجلات مؤسسة الجيش وهم أسماء وهمية ليس كافيا لاظهار صعوبة المهمة التي يخشى العبادي ان تكلفه حياته. ذلك أنه يخوض معارك صعبة وقبيلة وعلى جبهات كثيرة أولها المعركة ضد داعش التي تتقاطع فوقها حسابات و تناقضات لدرجة أن العشائر السنية في الأنبار التي تشكو من تلكوء السلطة في بغداد من تسليمها السلاح اللازم لمواجهة داعش والي تخشى أن تواجه الذبح كما حصل مع عشيرة البونمر تهدد الآن بوقف القتال ضد الجماعات الارهابية. معركة العبادي ضد الفساد الذي حول العراق لقمة سائغة أمام الإرهابيين دونها الكثير من العراقيل والعقبات.  فبعدفضيحة الفضائيين واعلان رئيس البرلمان سليم الجبوري عن الاتجاه لاستجواب المالكي بشأن السقوط الكارثي للموصل جاء تصريح المرشد السيد علي الخامنئي مباشرة ليشيد بدور المالكي الشجاع والمقتدر في الحفاظ على العراق. فالعبادي الذي زار دولة الإمارات لإصلاح علاقات العراق مع الدول الخليجية التي افسدها المالكي فان معركته ضد الفساد ليست سهلة رغم الدعم الذي يتلقاه من المرجع السيد السيستاني ذلك ان رواتب عشرات الالاف من الوظائف الوهمية كان يتقاضاها بضع مئات من الضباط المقربين من مكتب المالكي يشكلون اليوم مافيا الفساد من الصعب اختراقها...