بقيت منطقة عرسال في دائرة التوتر المتمثل بالاشتباكات في جرودها بين الجيش اللبناني والمسلحين, حيث اندلعت اشتباكات في منطقة وادي عطا في جرود عرسال, واستهدف الجيش تحركات المسلحين بمدافع الهاون, وسط معلومات عن سقوط عدد من القتلى في صفوفهم.

وأفادت المعلومات لـ"السياسة"، “ان مسؤولين أمنيين يخشون من ان تكون للتطورات الأمنية في الجرود الممتدة من عرسال الى رأس بعلبك وحتى منطقة القلمون السورية, تأثيرات سلبية وخطيرة على ساحة المواجهة بين الجيش اللبناني والمنظمات الارهابية في تلك المنطقة, سيما إذا تمكن مسلحو تنظيم “داعش” من فرض سيطرتهم هناك”.

وأشارت المعلومات الى “تساؤل واستغراب الجهات الأمنية من كيفية وصول مجموعات “داعش” من العمق السوري الى هذه المناطق, وكيف تمكنت المجموعات المسلحة في الجرود من الحصول على الدعم اللوجستي والامدادات على أنواعها, علما ان الجيش يشدد المراقبة ويمنع اي مواد يمكن ان يستفيد منها المسلحون, إضافة الى ان وحدات الجيش قصفت الليلة (قبل) الماضية وفي ليال سابقة تحركات لوجستية للمسلحين لمنعهم من تعزيز مواقعهم”. ولفتت المعلومات الى واقع جديد بدأ يرتسم في الجرود بين عرسال ورأس بعلبك بعد اشتباكات دارت بين مجموعات من “الجيش السوري الحر” ومسلحي “داعش” في وادي ميرا أول من أمس بين عرسال ورأس بعلبك, ما أدى الى مقتل أكثر من 20 مسلحا بينهم أحد قادة “الجيش الحر” في المنطقة, مشيرة الى “ان هذا الوضع المستجد في الجرود منع اي تحركات لأهالي عرسال اتجاهها خشية من تدهور محتمل للوضع الأمني”.

وتعليقاً على التطورات, أوضح الخبير العسكري نزار عبد القادر أن “البيئة التي تتحرك فيها المجموعات المسلحة في منطقة جبال القلمون في سورية تمتد على عمق 60 كيلومترا بعرض يتراوح بين 14 و20 كيلومترا, كما ان التحركات الميدانية تشهد عمليات كر وفر بين المقاتلين سواء مع الجيش النظامي السوري او مع حزب الله المتواجد هناك, وبالتالي, أي ضغط عسكري على المسلحين سيدفعهم الى داخل المنطقة الجبلية التابعة لرأس بعلبك او الى جرود عرسال هربا من ضربات النظام البرية او الجوية.

السياسة الكويتية