نقترب من نهاية السنة , على وقع حوار مرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل , واللبنانيون لا يستطيعون بوضوح تلمس مدى جدية هذا الحوار , هل هو فعلا حوار سيؤدي الى مقاربات حقيقية للملفات العالقة في وجهات نظر مختلفة بين الطرفين , اقل ما يقال فيها انها من التباعد بما يؤشر الى ان ثمة استحالة في تقريب المسافات والالتقاء حتى ولو في منتصف الطريق . يعول كثير من المراقبين على الحراك الدولي باتجاه لبنان , واخره زيارة الموفد الفرنسي جان فرانسوا جيرو وما قيل فيها من انها قد تحرك المياه الراكدة وتسهم في فتح ابواب قصر بعبدا امام رئيس جديد في المرحلة المقبلة . وقد تداولت مصادر سياسية عديدة معلومات مفادها ان الجانب الفرنسي لم يبادر من فراغ حيال عقدة الملف الرئاسي , بل انه قدم الى بيروت على خلفية تاكيد من الجانب الايراني بان ثمة نية لديه بالبحث جديا في تداعيات هذا الملف على الساحة اللبنانية والاستعداد الضمني للذهاب الى مرشح توافقي , ما يعني تاليا المونة على الجنرال ميشال عون بقبول التنحي وضمان اخذ موافقته على اي مرشح يتم الاجماع على اسمه . ولكن مسار الامورعلى الارض مع الموفد الفرنسي لم تؤد به الى هذه النتيجة , وبقيت المواقف على حالها , اقله المعلنة , من قبل الجانب الايراني وحليفه المحلي , حزب الله , بانهم لن يتخلوا عن عون , ما دفع ببعض هؤلاء المراقبين الى التعبير عن قدر كبير من التشاؤم حيال الحوار المرتقب بين حزب الله والمستقبل , ذلك انه يفترض ان يكون في طليعة بنود هذا الحوار موضوع الرئاسة الاولى وكيفية ايجاد حلول له , وبالتالي اذا كان سيتم التشبث بميشال عون كمرشح نهائي , فما الجدوى عندئذ من الذهاب الى طاولة حوار , نتائجها تسبقها وهي الفشل الواضح . ويرفض هؤلاء المراقبون ما روج ويروج له اعلام الثامن من اذار من ان الرئيس سعد الحريري وافق ضمنيا خلال لقاءاته مع موفدي ومسؤولي التيار الوطني الحر في الخارج على معادلة : عون للرئاسة والحريري لحكومة جديدة من ضمن ما يوصف بالتفاهم الصفقة بين الطرفين .  ويوصف هؤلاء حركة الموقف الايراني بتلك التي سبقت عملية تشكيل حكومة تمام سلام , ففي حينها وصل تشدد حزب الله الى الى الذروة , ومن ثم عاد وقبل بالشروط الواقعية التي اثمرت ان ترى الحكومة السلامية النور . ويشيرون في هذا السياق الى المعلومات التي ترشح عن العديد من الجهات الدولية والقائلة باحتمالات كبيرة لاتفاق سريع بين ايران والمجتمع الدولي حول الملف النووي , سينعكس حتما على كافة الملفات العالقة في المنطقة ومن ضمنها بالطبع , لبنان .

هل تذهب ايران الى خيارات واقعية تسفر في النهاية عن انفراجات منتظرة على اكثر من مستوى وصعيد .. ؟؟؟ ام هناك حسابات اخرى لاتزال متمسكة بها .. ذلك ما يتوجب ان يكون في دائرة المراقبة .