المعلومات التي رشحت عن زيارة الموفد الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والفرنسي رئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجيه الفرنسية جان فرانسوا جيرو ومحادثاتهما مع السياسيين اللبنانيين يستدل من أجزائها بأنهما ينصحان بالبحث عن رئيس توافقي.وفي الأيام القليله القادمة سيتاح للموفد الفرنسي ان يتأكد ما إذا كانت طهران جدية على موافقتها المبدئية على الرئيس التوافقي ام أنها خدعة يتسنى لها اللعب في الوقت الضائع وذلك بدفع الأمور إلى حلقة مفرغة قوامها اختباء ايران وراء موقف حزب الله الذي يختبيء بدوره وراء موقف رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون والمستند عمليا إلى تأييد حزب الله له والذي يعتبر ان في موقفه مصلحة ايرانية. وهذا يعني عمليا ان عناد العماد عون وإصراره على التمترس وراء اطروحات متاخرة وغير قابلة للتطبيق وتخندقه في موقفه ليس مجرد عناد شخصي بل مراهنة على الصراع الاقليمي وانتظار حسم الحروب الدائرة في سوريا لمصلحة نظام الرئيس بشار الأسد مما يعزز انتصار الهيمنة السورية وبالتالي هيمنة تحالف عون مع حزب الله في لبنان... والواقع أن حسابات العماد عون لم تكن بعيدة عن الواقع او خاطئة كليا لكنها عمليا أسقطت خصوصية الوضع اللبناني بابعاده السياسية والاجتماعية عدا عن أنها ناقضت شعاره الذي يرفعه دائما وبدافع عنه ويتخذه مبررا لتعطيل التصويت الرئاسي داخل مجلس النواب بذريعة ضرورة صناعة الرئيس في لبنان... فبالرغم من مرور ما يقارب السبعة شهور على الفراغ الرئاسي وارباك العمل الحكومي ووقف التشريع واتضاح المخاطر على الدولة والكيان اللبناني وعلى الأمن والاقتصاد وتهديد الجماعات الارهابية لا يزال العماد ميشال عون معاندا ويصر على تعطيل النصاب داخل مجلس النواب لانتخاب الرئيس. وكان بإمكانه أن يصنع الرئيس الجديد لكنه فضل على ما يبدو المراهنة على مراهنات خاطئة وعلى سراب... وعليه فاذا لم تحسم إيران وروسيا قريبا دعمها لانتخاب الرئيس التوافقي فهذا يعني أنهما تخططان لنقل الصراع الاقليمي الى لبنان وتفضلان استمرار الشغور الرئاسي....