صدر حديثاً كتاب تحت عنوان "مقالات ساخنة" في الدين والسياسة والاجتماع للسيد ياسر إبراهيم (عن المركز العربي للحوار – الطبعة الأولى، 2014 م – 1436 هـ).

وهذه بعض العناوين الذي يتضمنها الكتاب: "الفقه والاجتهاد"، "لا ولاية الفقيه غير ولاية المؤمنين"، "إعادة النظر في تشريع الخمس عند الشيعة"، "احتياطات السيد السيستاني"، "الزواج المدني... وجهة نظر حول شرعيته"، "أزمة فقه أم أزمة فقيه؟"، "فصل الدين عن الدولة"، "لا قدسية لرجال الدين"، "حوار أديان بلا ثمرة"، "النجف تدخل في تكوين علماء الشيعة وذوقهم ووجدانهم"، "كيف يقتل الإمام الحسين كل يوم؟"، "اشكالية الخطاب الديني المذهبي"، "إن خوف عالم الدين من الناس يجعله حارساً للجهل"، "ماذا يجري في المحاكم الشرعية"، "ثقافة ذكورية سيطرت على فهم النص وراء ظلم المرأة"، "تصويب في ذكرى السيد فضل الله"، "رجال الدين بلا دين"، "زعماء الطوائف في لبنان أخطر من العدو على الدين والمذهب"، "هل نحن على أبواب حرب المئة عام"، "سايكس – بيكو" البلديات بين "أمل – حزب الله"، "تجربة الحراك الشيعي المعتدل والتائه في ساحته ومع الأصدقاء"، "أبو رعد والوعد الصادق"، "شيخ الضيعة... وبقرة السيد"، "يستدبرون القبلة في صلاتهم" و"إياكم والأنبياء الكذّابين".

وجاء في المقدمة بقلم الدكتور سعود المولى: يندرج كتاب ضمن إطار حركة فكرية تجديدية شهدها ويشهدها لبنان، هي في الحقيقة امتداد للحراك الفكري والسياسي الشيعي العربي التاريخ من جهة (وحاضنته النجف الأشرف)، وتجذّر في الوطنية اللبنانية المدنية المعاصرة من جهة أخرى.

محاولات السيد ياسر إبراهيم في هذا الكتاب تقوم على مسلّمة أو ضرورة التأسيس النظري والبلورة الفقهيّة – الكلاميّة لرؤية إسلامية جديدة للوطن أولاً، وللدولة المدنية والمجتمع المتنوّع والديمقراطية تبعاً. وهذا التأسيس طرح ويطرح ضرورة اندماج الشيعة في أوطانهم وانخراطهم في المشاريع الوطنية لدولهم، من دون أن ينظروا إلى أنفسهم كفئة متميّزة عن سائر شركائهم في الأمة والوطن.

ومن أبرز ما عالجه السيد ياسر إبراهيم في نصوصه (إضافة إلى ما سبق) قضية الزواج المدني وقضية الخرافة والأسطورة في الوعي الشعبي والثقافة الدينية، وقضايا قدسية رجال الدين وانحراف دور رجال الدين وآثاره السلبية.. هذا وقد تميز السيد ياسر عن أقرانه وأترابه بمعالجة قضية "الثقافة الذكورية" التي سيطرت على فهم النص والتي يراها تقف وراء ظلم المراة في مجتمعاتنا. كما أنه عالج القضية الأخطر المتعلقة بفوضى الخطاب الديني والمذهبي، وقضايا الحوار الإسلامي الإسلامي، والإسلامي المسيحي.

وقد استخلص السيد ياسر من تجاربه أن الحوار الحق يقوم على قاعدة المعرفة والتضامن، ومن أجل تطوير الحياة وإعمار الدنيا... وأن حفظ الحياة وتطويرها، وإعمار الدنيا وتعميرها، يعتمد على وقاية العلاقات وروابط العيش المشترك وأشكال التضامن الاجتماعي وأقنية التواصل بين الناس، وعلى إنشاء وتعزيز روح العيش المشترك ومعانيه وقواعده.

إن على الشيعة أن يسعوا لتحقيق العدل في مجتمعهم من خلال المساواة في المشاركة أو الشراكة في المساواة. هذه المقولة نادى بها المرجع السيد محسن الحكيم ومن بعده السيد موسى الصدر والشيخ محمد مهدي شمس الدين: تحقيق العدل للشيعة وتحصيل حقوق الطائفة الشيعية من خلال مفهوم العدل، وليس من خلال إقامة دولة إسلامية، أو من خلال حكومة غلبة شيعية أو من خلال تمايز طائفي وخصوصية داخل الكيان الوطني الجامع.

وأخيراً فإنه ينبغي التركيز على أن الخلافات بين السنة والشيعة هي من طبيعة الخلافات بين مذاهب أهل السنة نفسها، وبين فقهاء كل مذهب من هذه المذاهب، كما هو الشأن في الخلافات بين الشيعة والشيعة، حيث نجد خلافات فقهية وأصولية، خلافات في مناهج الاستنباط، وخلافات في الاستنباط داخل كل مذهب بما يقارب أو ربما يماثل ويساوي الخلافات بين المذاهب. ومن هنا فلا يمكن اعتبار مجرد الخلاف في المنهج الأصولي أو في المنهج الفقهي هو داعي إلى الإخلال بمبدأ الوحدة.