طالب النائب عن "الجماعة الاسلامية" في لبنان، عماد الحوت، "حزب الله" باتخاذ موقف رسمي واضح من طرح المقايضة بملف العسكريين المختطفين، لافتا إلى أنّ ما عقّد ويعقّد الأمور هو رفض الحزب لهذا الطرح وتفويض الحكومة المفاوضة على هذا الأساس.
وشدّد الحوت، في حديث لـ"النشرة"، على أنّ "الارباك بسقف المفاوضات يؤدي تلقائيا لفشلها"، مستغربًا كيف أنّ "الحزب يرفض المقايضة بملف العسكريين ويقبل بالطرح حين يتعلق الموضوع بأحد أسراه ويطبّقه". وقال: "على الجميع تحمّل مسؤولياتهم في هذا الملف والاعلان عن مواقف ثابتة ونهائية خاصة أننا أمام مصير 26 عسكريا مخطوفا".

 

بين منطق الدولة والميليشيات
واعتبر الحوت أنّ هناك أوراق قوة بيد الدولة اللبنانية يمكن ان تستخدمها للضغط على الخاطفين من خلال التضييق عليهم في فصل الشتاء، "لكن السؤال هل الدولة تريد أن تفاوض بمنطق الدولة أو بمنطق الميليشيات؟"
واستنكر الحوت توقيف نساء للمفاوضة عليهن، لافتا الى أنّه "واذا ثبت أنّهن مطلوبات بتهم معينة فعلى القضاء اتخاذ مجراه، ولكن مجرد توقيفهن للمقايضة عليهن فهذا أمر غير مقبول وغير لائق ويحوّل الدولة لمليشيا"، وطالب بالعودة بالمفاوضات لما قبل اعتقال سجى الدليمي وزوجة أبو علي الشيشاني.
وشدّد الحوت على وجوب حصر المفاوضات مع الخاطفين بطرف واحد، "باعتبار انّه وكلما تعددت قنوات التفاوض عقدنا المفاوضات".
وردا على سؤال اعتبر الحوت أنّ هيئة العلماء المسلمين نجحت باطلاق سراح 6 من العسكريين المختطفين من دون مقابل، وبشرط واحد فقط هو تأمين حماية اللاجئين، واضاف:" تجربة الهيئة في هذا الملف تستحق أن تقيّم تماما كالمنطق الذي قادت به المفاوضات".

 

زيارة المالكي هدفها تهريب أموال 
وتطرق الحوت لزحمة الموفدين الدوليين، لافتا الى أن لكل منهم هدفًا مختلفًا، موضحا أن زيارة نائب رئيس الجمهورية العراقي نوري المالكي الى بيروت كان سببها شخصيًا، وتهدف لـ"تهريب أموال من العراق الى لبنان باطار جائزة ترضية له بعد طرده من رئاسة الحكومة".
أما زيارة الموفد الروسي ميخائيل بوغدانوف، فتأتي وبحسب الحوت، باطار الحراك الروسي الحاصل في المنطقة بمحاولة لتحريك مسار الحل السلمي في سوريا، لافتا الى أن الزيارة الأساسية في اطار جولته هي لتركيا.
أما زيارة الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو، فرأى الحوت أنها "تهدف للاستفادة من مناخ الحوار الحاصل من خلال محاولة اقناع الفرقاء بالسير بمرشح توافقي للرئاسة". وتساءل: "لكن هل القرار اصلا بيد من يعرقلون اليوم الملف الرئاسي أم الرعاة الاقليميين؟"
وقال: "للأسف هم سيتحاورون فقط من دون نتائج مباشرة على الملف الرئاسي وتمهيدا لقرار اقليمي مرتقب".