جاء اجتماع الأجهزة الأمنية برئاسة وزير الداخلية نهاد المشنوق وبحضور رئيس لجنة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا لوضع خطّة منقذة لقرية الطفيل الحدودية مؤكداً على صعوبة فصل لبنان عن الأزمة السورية واستحالة التمسك بسياسة النأيّ بالنفس بناءً على دعوات داخلية وخارجية , كما أنه أشار وبوضوح الى واقع حزب الله وقوّة تأثيره في سياسات السلطة وهو بذلك أسقط صراخ المستصرخين من أهل الرابع عشر من آذار في وادي الانقسام السياسي وفضح زيف ادعائهم بخطف الدولة لصالح الدويلة وكشف عن حجم الخلاف الشخصي مع الرئيس ميقاتي الذي لم يفعل ما فعلته قوى الخصم المُفترض لحزب الله .

لقد آثار حضور صفا في اجتماع أمني لأجهزة الدولة موجة من الانتقاد الخجول للمستقبل الذي كرّس خصمه كضرورة في الأمن بعد أن كان ضرورة في السياسة . وبغض النظر عن حالات الأغماء السياسي من قبل قواعد جماهيرية لم تُدرك بعد أن السياسة بلا قيم وأن الشعارات مجرد طعوم لسنّارات المصطادين من زعماء أحزاب الطوائف , لابُدّ من التعاطي مع الموضوع من وجهة نظر سياسية لا أخلاقية بمعنى أن الشراكة القائمة ما بين حزب الله والمستقبل في الحكومة السلامية تعكس مصالح الطرفين بطريقة منسجمة مع طبيعة المرحلة السياسية , فقرية الطُفيل ليست معاناة ألان لها حديد المسؤولين في لبنان بقدر ماهي خطوة منسجمة مع خطّة الطرفين في مسألتيّ الأمن والسياسة أيّ أنّها تعكس حاجة الطرفين للتعاون في النقاط الاختلافية ونزع ما زُرع من قنابل موقوتة في الساحة اللبنانية لتفادي " دعشنة " لبنان أو لجعله ساحة جهاد للجهاديين الذين يبحثون عن طرق للوصول الى الله بواسطة القتل والتدمير التعسفي للانسان وتدمير بنائه البشري . ثمّة صور أخرى في اطار العلاقة والشراكة القوية ما بين حزب الله والمستقبل لذا لا تجزعوا من صورة الأمن المركزي لأن الصور القادمة أكثر جرأة وفي مناطق حسّاسة جداً كانت بالأمس محل نزاع واختلاف مُزمن وباتت اليوم نقاط تقاطع آمن لجرافة حزب الله – المستقبل .