أقدمت أيادي مجرمة تُحركها سياسات دنيئة و رخيصة في رصد سيارة تابعة لقناة المنار و قتل 3 إعلاميين كل ما كانوا يفعلونه هو إداء واجبهم المقدس ألا هو رصد الخبر و إعداده ومن ثم توزيعه على الناس مادةً إعلامية ساخنة.
شهداء المنار الذين سقطوا ألا وهم المراسل حمزة الحاج حسن و المصور محمد منتش و التقني حليم علاو لم يكونو و لن يكونوا أبداً آخر من سيسقط ضحية إداء عمل شريف في حروب عبثية أكانت أهداف هذه الحروب مُعلنة أم غير مُعلنة!! 

ساعترف أمامك ايها القارئ بأنني لا أعرف الشهداء الثلاثة لا معرفة شخصية و لا من خلال منبرهم الإعلامي, فأنا و بكل صراحة لا أُتابع قناة المنار و لا أنتمي لسياساتها الممانعة , إلا أنني و مع كل حرصي على متابعة ما يحصل في عالمنا العربي رأيت نفسي و لمدة 5 دقائق أتعاطف مع هؤلاء الأبرياء و مع ذويهم فيما أصابهم من ألمٍ و جراح, فالقلب يحزن و الدمعة تفر مرات كثيرة وبدون حساب !

إن شهداء المنار و الذين إنضموا لقافلة الشهداء الصحافيين الأربعة و سبعين الذين قُتلوا في حروب سوريا و العراق مصر العبثية خلال تغطيتهم الإعلامية خلال العام 2013 هم على راسي و عيني كلهم إلا أن أكثر ما إستفزني و دعاني لكتابة هذا الموضوع هو الكم الهائل من التعليقات المؤثرة عبر صفحات التواصل الإجتماعي , أجل و أضع تحت كلمة مؤثرة 500 خط عريض ,فيما يخص الحادثة المشؤومة .
ما فاجأني صراحة هو مدى أهتمام مدونين الفايس بوك و تويتر والذين أصروا أن يعطونا إنطباعاً أنهم يعرفون الشهداء خير معرفة و كأنهم كانوا رفاقهم منذ الصغر بل و أنهم أكثر الناس حزناً عليهم و ذلك من خلال الجُمل و التعابير المأساوية و التي كانت تنزل علينا نزول المطر في كانون !
أنني أتفهم جيداً أن يكتب ذوي الشهيد حمزة أم رفاق الشهيد منتش أم زملاء العمل الإعلامي للشهيد علاو عن مآثر هؤلاء الشخصيات فهم يعرفونهم خير معرفة لا و بل يتحملون أعباء هذه المهنة, مهنة البحث عن المتاهب أيضاً سوياً , و لكن و أن يُصبح هؤلاء الشهداء مادةً خصبة للكتابة لكل من هب و دب فإنني أخشى بذلك أن يُصبح كل حدثِ جلل بلا قيمة أم رونق, إن ذلك بالتأكيد غير مقبول إحتراماً منا لقيمة المشاعر في زمن قلت فيه المشاعر وإزدادت به الجُمل الكلاسيكية التي أصبحت بدورها أكثر رومانسية من موسيقى عمار الشريعي و ياسر عبدالرحمن ! 

ما لا أفهمه حقيقةً هو تناسي هؤلاء العابرون بأقلامهم نحو السماء و إلى باطن الأرض من خلال ذلك الجهاز السحري و الذي يدعى حاسوبً في اللغة العربية ألا و هو أنه سقط في سوريا حتى الأن أكثر من 140000 قتيل فلماذا لا يدونون علينا كل يوم اسم من يُقتل و يعطوننا نبذة عن حياتهم و سجله المدني! بل , إنني ما لا أفهمه أيضاً هو لماذا كل من غرد عن شهداء المنار كان ممن ينتمي أصلاً لسياسة المنار و حلفائها, لذل لم أرى مثلاُ مسيحياً أم درزياً أم سنياً يكتب و لو جملة تُحيي به عمل هؤلاء الأبطال مما يدعوني هذا للسؤال هل لو الذين كانوا إستشهدوا من قناة الأم تي في مثلاً , هل كنا سرى نفس التعاطف من طرف مريدي حزب الله ؟ الجواب بالطبع سيكون حتماً ....لا !

أخيراً أدعو لكل الشهداء الرحمة و أقتبس من الفيلم الإيطالي الحائز على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي لعام 2013 جملةً قد أصابتني في الصميم لا بل و ربما كانت سببً مهماً في حيز الفيلم على الجائزة ألا و هي" أن العبرة ليست في بكاء الغرباء في المياتم , لكي لا تُسرق الأضواء من أصحاب العزاء الأصليين ! و أضيف عليها جُملة ربما لن تحصل على أوسكار و لكن أتمنى أن تأخذ صدىً في قلوبكم " أرجوكم.... لا تقتلو الشهيد مرتين فمرةً واحدة تكفيه !!

معروف حمدان